بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

رؤية وزير البترول والثروة المعدنية



إن السؤال الملحّ الذي يواجه قطاع الطاقة هذه الأيام هو: هل يستطيع قطاع الطاقة أن يحقق التوازن المطلوب في السوق العالمية بحيث يضمن مستقبلاً مشرقًا لقطاع الطاقة نفسه، في الوقت الذي يحقق فيه تطلعات شعوب العالم وطموحاتها؟ إنني على قناعة تامة بأن الإجابة على هذا السؤال هي "نعم"، لأن الأمرين متلازمان ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر.

فنحن جميعاً نحتاج بعضنا البعض. وإنني أعتقد اعتقادًا جازمًا بأن مستقبل قطاع الطاقة مرتبط ارتباطاً وثيقًا بتطلعات البشرية وطموحاتها في تحقيق مزيدٍ من الرفاهية ورغد العيش. وبدون ذلك، فإن قطاع الطاقة سيظل دون شك ساكناً وجامدًا لا يمكنه التقدم إلى الأمام. وبناءً على ذلك، فإنني أعتقد بأن الرفاهية الاقتصادية التي تتطلع إليها شعوب العالم في المستقبل تقتضي أن يكون قطاع الطاقة قطاعًا مفعمًا بالحيوية والنشاط بحيث يكون قادرًا على توفير أقل مصادر الطاقة تكلفةً عرفتها البشرية.

فنحن في قطاع الطاقة يمكننا توفير منتجات الطاقة المأمونة والنظيفة اللازمة لتحقيق هذه التطلعات والطموحات، وسنعمل على تحقيق كل ذلك، بإذن الله. ولكن ذلك لن يحدث دون توفر المهارات وبذل الجهود اللازمة في هذا المجال، إلى جانب توفر قدر موزون من المغامرة والمخاطرة، على الطريقة التي اعتدنا على انتهاجها سابقًا. ولا يستطيع أي من العاملين في قطاع الطاقة أن ينكر مطلقًا أن طرفي المعادلة، وهما العرض والطلب، ينطويان على قدرٍ كبيرٍ من المخاطرة.

إننا في المملكة العربية السعودية ملتزمون كل الالتزام بالعمل على توفير مصادر الطاقة في السوق العالمية وتحقيق الاستقرار المطلوب فيها. ومع ذلك، فإن التحديات قد بلغت حداً لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتصدى لها وحدها.

وفي ظل البيئة الاقتصادية العالمية السائدة في هذه الأيام، لا يستطيع أحد أن ينكر مدى اعتمادنا على بعضنا البعض. وعليه، فلم يعد لدينا الخيار في أن نتصدى للتحديات التي تواجهنا بمفردنا أو أن ندع "الطرف الآخر" يعمل على حل المشكلة وتسويتها بمفرده. فنحن في حاجة ماسّة إلى الإسهام معاً والعمل جنباً إلى جنب لتحقيق النجاح الذي نصبو إليه في قطاع الطاقة في المستقبل. وإنني على ثقةٍ تامة بأن المنتجين والمستهلكين سيتقدمون الركب في مسيرة واحدة وسيواجهون التحديات والمسؤوليات التي تنتظرهم في المستقبل. فمن خلال التعاون والتكاتف مع بعضنا البعض، يمكننا جميعًا أن نصل بسوق البترول العالمية إلى بر الأمان وتحقيق الأمن والاستقرار فيها بما يحقق تطلعات شعوب العالم وطموحاتها في تحقيق مزيدٍ من الرفاهية ورغد العيش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق